الفهرس

القسم الأول: عائشة في البيت النبوي

1

الزوجة - الطفلة

ولدت عائشة في السنة الرابعة ، بعد البعثة. وأبوها، أبو بكر، أوّل خليفة، كان اسمه عبد الله بن أبي قحافة بن عثمان بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم القرشي. أمّا أمّها فهي أم رومان بنت عامر بن عويمر. لا يوجد اتفاق شامل حول تاريخ زواج محمّد منها، وربما أنّه تزوجها قبل هجرته بسنتين(1).كذلك فالأرجح أنّه بنى بها في شهر شوال، في الشهر الثامن عشر بعد الهجرة، بعد معركة بدر. وهكذا، فقد عاشت معه ثمانية عشر عاماً تقربباً. وكانت وفاتها ليلة الثلاثاء، لسبع عشر خلون من رمضان. لكن سنة وفاتها مختلف فيها: سبع وخمسون أو ثمان وخمسون(2) أو تسع وخمسون للهجرة. وصلّى عليها أبو هريرة، وكان قد خلف مروان بن الحكم، والي المدينة آنذاك، في إحدى غيباته عن ذاك المصر.ودفنت في البقيع بوصية منها مع غيرها من نساء محمد(3) .

زواجها:

لانمتلك معلومات كثيرة(4) حول عائشة قبل دخولها البيت النبوي - وهذا طبيعي: لأنّها لم تكن قبل ذلك سوى طفلة. لكن الأخبار تتزاحم فجأة عند ذكر نبأ زواجها وبعده. ورغم بعض التناقضات البسيطة بين خبر وآخر، إلاّ أنّها تتفق جميعاً في أنّ التي ذكرتها للنبي هي خولة بنت حكيم(5)؛ وأنّ أبا بكر رفض الفكرة في البداية، متذرعاً ، من ناحية، بأنّه وعد بها المطعم بن عدي لابنه؛ وبأنّ النبي أخوه، من  ناحية أخرى. لكنّ محمداً رفض كلّ ذلك، وأصرّ على زواجه من عائشة. يقول الطبري: «لم يتزوج رسول الله على خديجة حتى مضت لسبيلها. فلمّا توفيت، تزوج بعدها؛ فاختلف فيمن بدأ بنكاحها منهن بعد خديجة. فقال بعضهم: كانت عائشة بنت أبي بكر؛ وقال بعضهم: بل كانت سودة بنت زمعة... فأمّا عائشة، فكانت يوم تزوجها صغيرة لا تصلح للجماع، وأمّا سودة فإنّها كانت امرأة ثيباً، قد كان لها قبل النبي (ص ) زوج، وكان زوجها السكران بن عمرو... من مهاجرة الحبشة... مات، فخلف عليها رسول الله (ص) وهو بمكّة... ولا خلاف أنّ رسول الله (ص) بنى بسودة قبل عائشة»(6).

في مسنده ، يفصّل أحمد نبأ زواج النبي من عائشة وسودة، فيقول: «لمّا هلكت خديجة، جاءت خولة بنت حكيم(7)، إمرأة عثمان بن مظعون، قالت: يا رسول الله! ألا تزوج؟ قال: من؟ قالت: إن شئت بكراً وإن شئت ثيباً! قال: فمن البكر(8)؟ قالت: ابنة أحب خلق الله - عزّ وجل - إليك! عائشة بنت أبي بكر! قال: ومن الثيب؟ قالت: سودة بنت زمعة، قد آمنت بك واتبعتك على ما تقول! قال: فاذهبي. فاذكريهما علي!.

فدخلتْ بيت أبي بكر، فقالت: ماذا أدخل الله - عزّ وجلّ - من الخير والبركة! قالت[أم عائشة]: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله (ص) أخطب عليه عائشة! قالت: انتظري أبا بكر.

فجاء أبو بكر، فقالت: ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة؟ قال: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله (ص) أخطب عليه عائشة! قال: وهل تصلح له(9)؟! إنما هي ابنة أخيه! فرجعت إلى رسول الله (ص)، فذكرتْ له ذلك، قال: ارجعي فقولي له: أنا أخوك، وأنت أخي في الإسلام، وابنتك تصلح لي.

فرجعتْ، فذكرت ذلك له؛ قال: انتظري! وخرج. قالت أم رومان: إن مطعم بن عدي قد كان ذكرها على ابنه، فوالله ما وعد موعداً قط فأخلفه...

فدخل أبو بكر على مطعم بن عدي، وعنده امرأته، فقالت: يابن أبي قحافة! لعلك مصب صاحبنا [ابنها] مدخله في دينك الذي أنت عليه إذا تزوج إليك! قال أبو بكر للمطعم ابن عدي: أقول هذه تقول؟ قال: إنها تقول ذلك! فخرج من عنده، وقد أذهب الله - عزّ وجل - ما كان في نفسه من عدته التي وعده. فرجع، فقال لخولة: ادعي لي رسول الله! فدعته، فزوجها إياه، وعائشة يومئذ بنت ست سنين!.

ثم خرجتْ، فدخلتْ على سودة بنت زمعة، فقالت: [كما قالت لأبي بكر وزوجته]؛ فقالت [سودة]: وددت ادخلي إلى أبي فاذكري ذاك له! وكان شيخاً كبيراً قد أدركه السن، قد تخلّف عن الحج. فدخلت عليه، فحيته بتحيّة الجاهلية، فقال: من هذه؟ فقالت: خولة بنت حكيم! قال: فما شأنك؟! قالت: أرسلني محمد بن عبد الله أخطب عليه سودة! قال: كفء كريم؛ ماذا تقول صاحبتك؟ قالت: تحب ذاك! قال: ادعها لي! فدعيتها؛ قال: أي بنيّة؛ إن هذه تزعم أن محمد... قد أرسل يخطبك، وهو كفء كريم - أتحبين أن أزوجك به؟! قالت: نعم! قال: ادعيه لي! فجاء رسول الله (ص) إليه، فزوجها إياه، فجاءها أخوها عبد بن زمعة من الحج، فجعل يحثي في رأسه التراب! فقال بعد أن أسلم: لعمرك إني سفيه! يوم أحثي في رأسي التراب أن تزوج رسول الله (ص) سودة بنت زمعة!.

قالت عائشة(10): فقدمنا المدينة، فنزلنا في بني الحارث بن الخزرج في السنح. فجاء رسول الله (ص)، فدخل بيتنا، واجتمع إليه رجال من الأنصار ونساء. فجاءتني أمي، وإني لفي أرجوحة بين عذقين ترجح بي، فأنزلتني من الأرجوحة ولي جميمة، ففرقتها، ومسحت وجهي بشيء من ماء، ثم أقبلت تقودني، حتى وقفت بي عند الباب، وإني لأنهج، حتى سكن من نفسي. ثم دخلت بي، فإذا رسول الله (ص) جالس على سرير في بيتنا، وعنده رجال ونساء من الأنصار، فأجلستني في حجره، ثم قالت: هؤلاء أهلك، فبارك الله لك فيهم، وبارك لهم فيك! فوثب الرجال والنساء، فخرجوا، وبنى بي رسول الله (ص) في بيتنا، ما نحرت(11) عليّ جزور ولا ذبحت عليّ شاة، حتى أرسل إلينا سعد ابن عبادة بجفنة، كان يرسل بها إلى رسول الله (ص) إذا دار إلى نسائه(12)، وأنا يومئذ بنت تسع سنين»(13).

من مكة إلى المدينة:

يقول المنتظم(14)، إنه في السنة الهجرية الأولى، «بعث النبي (ص) إلى بناته وزوجته(15) سودة بنت زمعة، زيد بن حارثة وأبا رافع، فحملاهن من مكة إلى المدينة».

يروي ابن سعد(16) الحديث، نقلاً عن عائشة ذاتها، فيقول: «لما هاجر رسول الله (ص) إلى المدينة، خلّفنا وخلّف بناته؛ فلما قدم المدينة، بعث إلينا زيد بن حارثة، وبعث معه أبا رافع مولاه، وأعطاهما بعيرين وخمسمائة درهم، أخذها رسول الله (ص) من أبي بكر، يشتريان بها ما يحتاجان إليه من الظهر، وبعث أبو بكر معهما عبد الله بن أريقط الديلمي ببعيرين أو ثلاثة؛ وكتب إلى عبد الله بن أبي بكر، يأمره أن يحمل أهله: أمي أم رومان، وأنا، وأختي أسماء، امرأة الزبير! فخرجوا مصطحبين، فلما انتهوا إلى قديد، اشترى زيد بن حارثة بتلك الخمسمئة ثلاثة أبعرة، ثم رحلوا من مكة جميعاً. وصادفوا طلحة بن عبيد الله، يريد الهجرة بآل أبي بكر، فخرجنا جميعاً، وخرج زيد بن حارثة وأبو رافع بفاطمة وأم كلثوم وسودة بنت زمعة. وحمل زيد أم أيمن وأسامة بن زيد؛ وخرج عبد الله بن أبي بكر بأم رومان وأختيه؛ وخرج طلحة بن عبيد الله، واصطحبنا جميعاً؛ حتى إذا كنّا بالبيض من منى، نفر بعيري وأنا في محفّة معي فيها أمي، فجعلت أمي تقول: وابنتاه! واعروساه! حتى أدرك بعيرنا، وقد هبط من لَفْت، فسلّم الله عز وجل! ونزل آل رسول الله، ورسول الله (ص) يومئذ يبني المسجد وأبياتاً حول المسجد، فأنزل فيها أهله. ومكثنا أياماً في منزل أبي بكر، ثم قال أبو بكر: ما يمنعك من أن تبني بأهلك؟ قال رسول الله (ص): الصداق! فأعطاه أبو بكر اثنتي عشرة أوقية ونشاً، فبعث بها رسول الله (ص) إلينا، وبنى بي رسول الله في بيتي هذا الذي أنا فيه، وهو الذي توفي فيه رسول الله (ص)، وجعل رسول الله لنفسه باباً في المسجد، وجاه باب عائشة. وبنى رسول الله (ص) بسودة في أحد تلك البيوت التي إلى جنبي، فكان رسول الله (ص) يكون عندها».

المرأة الطفلة:

كانت عائشة في علاقتها بالنبي، أقرب ما تكون إلى طفلة وجدّها. ويبدو أنه أدرك ذلك جيداً، فتركها تمارس طفولتها كما تشاء - وكان لهذا نتائجه الخطيرة على نفسيتها لاحقاً.

تحدّثنا عائشة عن أيام زواجها الأولى، فتقول(17): «دخلت عليه وإني لألعب بالبنات [الدمى] مع الجواري، فيدخل، فينقمع منه صواحبي، فيخرجن. فيخرج رسول الله (ص)، فيسرّبهن علي»(18). وتقول أيضاً: «إنها كانت مع النبي في سفر؛ قالت: فسابقته، فسبقته على رجلي؛ فلما حملتُ اللحم، سابقته، فسبقني، فقال: هذه بتلك السبقة»(19). ويروي أبو داود(20) عن عائشة، قولها: «قدم رسول الله (ص) من غزوة تبوك أو خيبر، وفي سهوتها ستر، فهبت الريح، فكشفت ناحية الستر من بنات لعائشة لعب، فقال: ما هذا يا عائشة؟ قالت: بناتي! ورأى بينهن فرساً له جناحان من رقاع؛ فقال: ما هذا الذي أرى وسطهن؟ قال: فرس! قال: وما هذا الذي عليه؟ قالت: جناحان! قال: فرس له جناحان! قالت: أما سمعت أن لسليمان خيلاً لها أجنحة؟ فضحك حتى رأيت نواجذه».

عن عائشة أيضاً، يروى الحديث التالي(21): «دخل عليّ رسول الله (ص)، وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث(22)، فاضطجع على الفراش، وحوّل وجهه؛ ودخل أبو بكر، فانتهرني، وقال: مزمارة الشيطان عند النبي (ص)؟! فأقبل عليه رسول الله (ص)، فقال: دعها! فلما غفل، غمزتهما، فخرجتا. وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب، فإما سألت النبي، وإما قال: تشتهين تنظرين؟! فقلت: نعم! فأقامني وراءه، خدّي على خدّه، وهو يقول: دونكم يا بني أرفدة! حتى إذا مللت، قال: حسبك؟ قلت: نعم! قال: فاذهبي». وفي صحيح مسلم(23)، تقول: «رأيت رسول الله (ص) يسترني بردائه، وأنا إنظر إلى الحبشة وهم يلعبون - وأنا جارية». وفي رواية أخرى(24)، تقول: «جاء حبش يزفنون في المسجد، في يوم عيد، فدعاني النبي (ص)، فوضعت رأسي على منكبه، فجعلت أنظر إلى لعبهم، حتى كنت أنا التي انصرفت»(25).

الزوجة الأثيرة:

تتحدّث روايات كثيرة - كلّها تقريباً منقولة عن عائشة - عن حب النبي الكبير لعائشة، وتفضيله إياها على سائر زوجاته. فهي تقول، على سبيل المثال: «كان رسول الله إذا سافر، يسهم بين نسائه، فكان إذا خرج سهم غيري، عرف فيه الكراهية؛ وما قدم من سفر قط، فدخل على أحد من أزواجه، أوّل مني، يبتدئ القسم فيما يستقبل من عندي»(26). ويذكر الزمخشري(27) أن النبي «كان يقسم بين نسائه، فيعدل(28)، ويقول: هذه قسمتي(29) فيما أملك، فلا تؤاخذني فيما تملك ولا أملك - يعني المحبة - لأن عائشة كانت أحبهن إليه». ويقال إن عمرو بن العاص سأل النبي مرة: « أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة. فقلت: من الرجال؟ قال: أبوها. قلت: ثم من؟ قال: عمر بن الخطاب »(30) .

وهكذا، فحين «جعله نساؤه في حلّ: يؤثر من يشاء منهن على من يشاء - كان يؤثر عائشة وزينب»(31) . وكان يقول عنها: «كمل في الرجال كثير، ولم يكمل في النساء إلا ثلاث: مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد - وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام»(32) .

الفهرس

(1) يقول الطبري في حوادث السنة الهجرية الأولى: «فيها بنى رسول الله (ص) بعائشة، بعد مقدمه المدينة... وكان تزوجها بمكة قبل الهجرة بثلاث سنين، بعد وفاة خديجة، وهي ابنة ست سنين؛ وقد قيل: تزوجها وهي ابنة سبع» (تاريخ 2: 117 - 118). ويقول ابن هشام: «تزوج رسول الله (ص) عائشة بنت أبي بكر الصدّيق بمكة، وهي بنت سبع سنين، وبنى بها بالمدينة، وهي بنت تسع سنين أو عشر» (سيرة 2: 644).

(2) يقول الكامل: «فلما توفيت خديجة، نكح بعدها سودة بنت زمعة؛ وقيل: عائشة. فأما عائشة، فكانت صغيرة، بنت ست سنين... ودخل بها وهي ابنة تسع سنين، ومات عنها وهي ابنة ثمان عشرة سنة، ولم يتزوج بكراً غيرها، وماتت سنة ثمان وخمسين» (2: 174 - 175). وفي البداية والنهاية، يقال: «تزوج رسول الله (ص) عائشة، بعد خديجة بثلاث سنين، وهي يومئذ ابنة ست سنين. وبنى بها وهي ابنة تسع» (3 :131). وفي مروج الذهب، قيل: «تزوج بعائشة (رض) قبل الهجرة بسنتين؛ وقيل: تزوجها بعد وفاة خديجة. ودخل بها بعد الهجرة بسبعة أشهر» (2: 283). وفي رواية أخرى من المرجع ذاته، قيل إن محمداً، حين كان في الرابعة والخمسين من العمر، «هاجر إلى المدينة... ودخل بعائشة وهي ابنة تسع، وتزوج بها      قبل الهجرة وهي بنت سبع... وقبض وهي بنت ثمان عشرة سنة» (2: 288). وفي المنتظم يقال، إنه في السنة الهجرية الأولى، في شهر شوال، «بنى رسول الله (ص) بعائشة » (3: 7). وفي صحيح البخاري، قيل: «نكح [محمد] عائشة وهي بنت ست سنين، ثم بنى بها وهي بنت تسع سنين» (2: 329). وفي طبقات ابن سعد، قيل: «تزوجها رسول الله (ص) وهي بنت تسع سنين، ومات عنها وهي ابنة ثماني عشرة» (8:48). وفي أسد الغابة، قيل «كان عمرها لما تزوجها رسول الله (ص) ست سنين؛ وقيل: سبع سنين؛ وبنى بها وهي بنت تسع سنين بالمدينة» (5: 502). وفي رواية أخرى من صحيح البخاري، قيل: «تزوجها وهي بنت ست سنين، وأدخلت عليه وهي بـنت تسـع، ومكثت عنده تسـعاً» (نكاح 4738) =

= (راجع: السمط الثمين 33). وفي مسند أحمد، تقول عائشة: «تزوجني رسول الله (ص)، متوفى خديجة، قبل مخرجه إلى المدينة، بسنتين أو ثلاث، وأنا بنت سبع سنين، فلما قدمنا المدينة، جاءتني نسوة وأنا ألعب في أرجوحة، وأنا مجممة، فهيأنني وصففنني، ثم أتين بي رسول الله (ص)، فبنى بي، وأنا بنت تسع سنين» (مسند الأنصار 25193).

(3) راجع: الاستيعاب، ترجمة عائشة؛ نسب قريش ص237؛ الإصابة 38 - 40؛ المستدرك 14.حين صلّى عليه ابو هريرة، قال « بعض من حضر: صلّى عليها أعدى الناس لها » ( تاريخ اليعقوبي 238:2).

(4) من ذلك، مثلاً، ما أورده البخاري في صحيحه، نقلاً عنها: «لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا رسول الله (ص) طرفي النهار: بكرة وعشية. ثم بدا لأبي بكر، فابتنى مسجداً بفناء داره، فكان يصلّي فيه ويقرأ القرآن، فيقف عليه نساء المشركين وأبناؤهم، يعجبون منه وينظرون إليه. وكان أبو بكر رجلاً بكّاء لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن، فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين» (الصلاة 456). وفي المرجع ذاته، نجدها تقول: «لقد أنزل على محمد (ص) بمكة، وإني لجارية ألعب، « بل الساعة موعدهم أدهى وأمر » »   (تفسير القرآن 4498). وما أورده الطبري في تاريخه عنها: « كان رسول الله (ص) لا يخطئه أحد طرفي النهار أن يأتي بيت أبي بكر إما بكرة وإما عشية » (377:2).

(5) يتناقض         هذا مع قول عائشة: «بأن جبريل (ع) نزل بصورتي في راحة حين أمر رسول الله (ص) أن يتزوجني» (الكشاف 3: 225).

(6) تاريخ 2: 410 - 411؛ راجع أيضاً: بحار الأنوار 19: 129: 9: 7.لكن المرجع السابق في احدى رواياته، 22: 194 : 7 :2  يقول، إن النبي تزوج بعد خديجة، سودة ثم أم سلمة ثم عائشة.

(7) في نص ابن سعد، يقال: «جاءت خولة بنت حكيم... فقالت: يا رسول الله! كأني أراك قد دخلتك خلة لفقد خديجة!؟ فقال: أجل! كانت أم العيال وربة البيت! قالت: أفلا أخطب عليك؟ قال: بلى، فإنكن معشر النساء أرفق بذلك» (طبقات 8: 46).

(8) هذا السؤال يرمي بشكوك إضافية حول زعم عائشة حين تباهت بأن جبريل [كذا] هو الذي أتاه بصورتها؟!.

(9) حول رفض أبي بكر، نورد الروايات التالية: «خطب رسول الله (ص) عائشة إلى أبي بكر الصدّيق، فقال: يا رسول الله! إني كنت أعطيتها مطعماً لابنه جبير، فدعني حتى أسلّها منهم. فاستلّها منهم، فطلقها، فتزوجها رسول الله (ص)»؛ «خطب رسول الله (ص) عائشة بنت أبي بكر، وهي صبية، فقال أبو بكر: أي رسول الله! أيتزوج الرجل ابنة أخيه؟! فقال: إنك أخي في ديني! قال: فزوجه إياها على متاع بيت قيمته خمسون.. فأتتها حاضنتها، وهي تلعب مع الصبيان، فأخذت بيدها، فانطلقت بها إلى البيت، فأصلحتها، وأخذت معها حجاباً، فأدخلتها على رسول الله» (طبقات 8: 47)؛ «خطب [النبي] عائشة بنت أبي بكر، فقال له أبو بكر: إنما أنا أخوك! فقال: أنت أخي في دين الله وكتابه، وهي لي حلال» (البداية والنهاية 3: 131).

(10) في رواية السمط، تقول عائشة: «تزوجني، ثم لبثت سنتين، فلما قدمنا المدينة، نزلنا بالسنح، في دار
بني الحرث بن الخزرج؛ قالت: فإني لأرجح بين عذقين، وأنا ابنة تسع، فجاءت أمي، فأنزلتني، ثم مشت بي، حتى انتهت بي إلى الباب وأنا أنهج، فمسحت وجهي بشيء من ماء، وفرقت جميمة كانت لي» (31 - 32).

(11) في سيرة ابن هشام (2: 644)، يقال إنه أصدقها «أربع مئة درهم».

(12) هذا النص يمكن أن يعني أن عائشة لم تكن زوجته الأولى بعد خديجة.

(13) مسند الأنصار 24587؛ راجع أيضاً: المنتظم 3: 16 - 18؛ البداية والنهاية 3: 131 - 132؛ أسد الغابة
5: 502؛ تاريخ الطبري 2: 411 - 413.

(14) 3: 7؛ راجع أيضاً: بحار الأنوار 19: 18: 11: 5.

(15) نلاحظ في هذا النص أن عائشة غير مذكورة ضمن أسرة النبي.

(16) طبقات 8: 49 - 50.

(17) ابن سعد، طبقات: 8: 47.

(18) ورد أيضاً في مسند أحمد، مسند الأنصار 24169، قول عائشة: «كنتُ ألعب باللعب، فيأتيني صواحبي. فإذا دخل رسول الله (ص)، فررن منه، فيأخذهن رسول الله (ص)، فيردهن إليّ».

(19) أبو داود، الجهاد 2214؛ راجع: تفسير ابن كثير 1: 735.

(20) أدب 4284.

(21) صحيح البخاري، الجمعة 897؛ راجع: السمط الثمين 48 - 49.

(22) في مسند أحمد، مسند الأنصار 22920، يقال: «تضربان بدفين». وبعاث اسم لمنطقة. راجع أيضاً، محلّى ابن حزم 5: 92.

(23) صلاة العيدين 1480.

(24) محلى ابن حزم 4: 246.

(25) راجع أيضاً، صحيح مسلم 1: 243.

(26) طبقات 8: 136.

(27) الكشاف 1: 572.

(28) لكن ابن سعد (طبقات 8: 138)، يقول: «كان رسول الله (ص) موسعاً له في قسم أزواجه: يقسم بينهن كيف شاء - وذلك لقول الله، « ذلك أدنى أن تقر أعينهن »  [أحزاب 51] إذا علمن أن ذلك من الله».

(29) عند القرطبي، تفسير الآية 51 من سورة الأحزاب، وردت: « هذه قدرتي... لإيثاره عائشة ».

(30) القرطبي، تفسير الآية 51 من سورة الأحزاب.

(31) طبقات 8: 135.

(32) تفسير ابن كثير 1: 569.

الفهرس