الفهرس

القسم الثالث: عائشة، والجنس، والمصحف

4

مصحف عائشة(1) (58 هـ)

 

ثمة مجموعة صغيرة من القراءات تُسند إلى عائشة ابنة أبي بكر وزوجة النبي الصغيرة. وباستثناء قراءة واحدة، ففي الحالات جميعاً نجد أن القراءات مدعومة من قبل المصادر القديمة الآخرى. لكنّ كلّ ما نعرفه من التقليد لا يدع أدنى شك بأنّ معرفة عائشة بالقرآن عند وفاة النبي كانت ضئيلة جداً. وهكذا، فكلّ القصص حول تعلّمها القرآن بإملاء النبي، أو أنّها واحدة من مجموعة صغيرة حفظت القرآن عن ظهر قلب أثناء حياة النبي، يجب إسقاطها باعتبارها تلفيقات لأناس لاحقين. لكن من المحتمل أنّها حفظت عن ظهر قلب بضع مقاطع كانت تستخدمها الجماعة في صلاتها. ومن المحتمل أيضاً أنّ النبي علّمها مقاطع قليلة. ويمكن أيضاً أن اختلافات القراءة التي تعزا لها مأخوذة عن الطريقة التي تعلمت أن تقرأ بها مقاطع بعينها قبل نشر النص العثماني؛ مع أنّها، من ناحية أخرى، ربما لا تكون غير اختلافات قراءة رُبطت باسمها كي تعطى موثوقية.

تبدو احتمالية أن تكون امتلكت مصحفاً خاصاً بها بالاعتماد على مجموعة من المواد سابقة للنص العثماني بعيدة جداً. وقصة مصحف عائشة في كتاب ابن أبي داود، ص83 وما بعد، إنّما تشير بوضوح إلى نسخة عثمانية معيارية اختطتها لنفسها والتي ألحّت أنه أقحم فيها بضع تفاصيل اعتقدت أنها حذفت بغير وجه حق من قبل عثمان ولجنته. وقصة البخاري(2) حول الرجل العراقي الذي سألها أن تريه مصحفها لأنّه أراد ترتيب صفحاته بحسب ترتيبها لمصحفها تبدو وكأنها تشير إلى نسخة من النص العثماني مرتّبة مواده بحسب زمن النزول. والقرآن في السورة 23: 56، مع إضافة «والذين يصلّون في الصفوف الأولى»، التي يقدّمها ابن أبي داود (ص85) من مصحفها، ربما تشير إلى مصحف مستقلّ، لكن الأرجح أنّها قراءة قديمة عزيت لعائشة لاحقاً.

القراءات المختلفة

السورة الأولى: الآية 4: «مالك» قرأتها «ملك»، مثل سعد بن أبي وقاص.

السورة الثانية: الآية 184: «يطيقونه»، قرأتها: «يُطَوِّقُونَهُ»، مثل مجاهد وابن عباس، لكن بعضهم قال: «يَطَّوَّقُونَهُ».

        الآية 238: «والصَّلوة الوسطى»، قرأتها: «والصَّلوة الوسطى وصلوة العصر»، مثل أبيّ وحفصة.

السورة الرابعة: الآية 117: «إناثاً»، قرأتها «أُنُثا» مثل ابن عباس، لكن آخرين، قالوا: «أوثاناً» مثل أبو سوار، وقال غيرهم «وثناً» مثل أيوب السختياني، وقال غيرهم: «أنثاً».

السورة الخامسة: الآية 69: «والصابئون»، قرأتها: «والصابئين» مثل أبيّ وآخرين. لكن هذا قد لا يعني غير أنها لاحظت الخطأ القواعدي الموجود في القرآن هنا.

السورة العاشرة: الآية 63: «إن هذان»، قرأتها: «إن هذين»، مثل قراءة أبو عمر. وهذا أيضاً يعني أنها أدركت الخطأ القواعدي الموجود في القرآن هنا.

السورة الحادية عشرة: الآية 98: «حصب»، قرأتها: «حَطَب»، مثل علي، ابن الزبير، وغيرهما.

السورة الثالثة عشرة: الآية 60: «يؤتون ما آتوا»، قرأتها: «يأتون ما أتوا»، مثل ابن عباس، قتادة والنخعي.

السورة الثالثة والثلاثون: الآية 56: «على النبي»، قرأتها: «على النبي والذين يصلّون الصفوف الأولى»، وقال بعضهم: «يصفّون» بدل «يصلّون».

السورة السادسة والثلاثون: الآية 72: «ركوبهم»، قرأتها: «ركوبتهم»، مثل أُبيّ.

السورة السادسة والسبعون: الآية 21: « عاليهم»، قرأتها: «علتهم» .

السورة الحادية والثمانون: الآية 24: «بضنينٍ»، قرأتها: «بظنين»، مثل ابن مسعود، ابن عباس وغيرهما.

السورة الثانية بعد المئة: الآية 1: «ألهكم»، قرأتها: «أألهكم»، مثل ابن عباس وابن الجوزاء.

 

(1) هذا النص مأخوذ عن كتاب:

     Arthur Jeffery, Materials for the History of the Text of the Qurنn, Leiden, E. J. Brill 1937, pp. 231 - 233.

(2) ابن كثير، فضائل القرآن، ص38.

الفهرس