الفهرس

القسم الثالث: عائشة، والجنس، والمصحف

1

الجنس في البيت النبوي... وعائشة

كانت عائشة عذراء، حين تزوجها النبي، والأمر طبيعي حتماً إذا ما أخذنا بعين الاعتبار سنّها آنذاك. بالمقابل كانت كلّ نسائه الأخريات غير عذراوات حين تزوج بهن - باستثناء مارية القبطية التي لا نمتلك معلومات دقيقة حول بكارتها - وكان لبعضهن أكثر من تجربة. ورغم أنّ زواج رجل بامرأة عذراء مسألة أكثر من عادية، فقد كان ذلك شغل عائشة الشاغل: الشيء الأبرز (وربما الأوحد) التي استطاعت أن تتباهى به على غيرها من نساء النبي.

من هذا الإنشغال الهاجسي بالعذرية، ذلك النص الذي أورده الطبري في تاريخه(1)، والذي تقول فيه عائشة: «تزوجني بكراً: لم يشركه فيّ أحد من الناس، وكان يأتيه الوحي وأنا وهو في فراش واحد»؛ وفي السمط الثمين(2) يروى عنها قولها: «إنني لأفخر على أزواج النبي (ص) بأربع: ابتكرني ولم يبتكر غيري...». وفي تفسير ابن كثير(3)، يقال: «لم ينزل على رسول الله (ص) الوحي في فراش امرأة سواها... قال بعض العلماء: لأنه لم يتزوج بكراً سواها، ولم ينم معها رجل في فراشها سواه». - لكننا لم نفهم سر العلاقة بين جبريل والعذرية!!!

كانت عائشة، كما لاحظنا في فصل أم سلمة، تشبه جسدها بمزرعة - أو حقل أو ما شابه -لم يؤكل منها، وأجساد نساء النبي الأخريات بمزارع رعيت، وتسأل النبي بعدها: أين كنت ترتع بعيرك؟: «قالت: يا رسول الله! أرأيت لو نزلت وادياً وفيه شجرة قد أُكل منها، ووجدت شجراً لم يؤكل منها، في أيها كنت ترتع بعيرك؟ قال: في الذي لم يرتع منها. تعني أن رسول الله (ص) لم يتزوج بكراً غيرها»(4). - لكن ما الذي تعنيه ببعير رسول الله؟

الميثولوجيا... والجنس!

لقد خصّ التراث الميثولوجي الإسلامي عائشة بنصيب وافر من أساطيره. والكثير من تلك الأساطير يدور حول محور مركزي: الجنس! تقول عائشة، على سبيل المثال: «لقد أعطيت تسعاً ما أعطيتهن امرأة: لقد نزل جبريل (ع) بصورتي في راحته، حين أمر!!! رسول الله (ص) أن يتزوجني... وإنّ الوحي لينزل عليه في أهله، فيتفرقون عنه، وإن كان لينزل عليه وأنا معه في لحافه... ولقد نزل عذري [ في مسألة الإفك، الجنسية الطابع] من السماء... لقد وعدت مغفرة ورزقاً كريماً»(5).- لاداع طبعاً للإشارة إلى تناقض الفقرة الأولى من التسع المعطاة لها مع روايات زواجها من النبي المشار إليها آنفاً.

لقد صوِّرت للنبي «قبل أن تصوّر في بطن أمها»(6). فجبريل، كما تروي هي ذاتها، «أتاه بصورتي مرتين قبل أن يملك عقدي»(7). ويؤكّد النبي لها: «أريتك في المنام ثلاث ليال، جاءني بك الملك في سرقة من حرير، فيقول: هذه امرأتك [أو]: هذه زوجتك في الدنيا والآخرة... فأقول: إن يكن من عند الله، يمضه»(8).- تناقض آخر.

ورغم أنه في قصة التفاخر بين عائشة وزينب لم تتحدّث الأولى عن تزويج الله إياها حين تفاخرت الثانية بذلك، فبعض المراجع تدعي أنّ الله بذاته (كذا) هو الذي زوجه إياها(9). وينسب إلى النبي، قوله: «زوجني ربّي عائشة في السماء، وأشهد عقدها الملائكة، وأغلقت أبواب النيران، وفتحت أبواب الجنة أربعين مساء، مسّها مسّ الريح، وريحها ريح المسك»(10).- لاتعليق!!!

بعد الزواج الإلهي(11)، كان لعائشة حوادث كثيرة مع جبريل. فحين خاصمها النبي مرّة، جاءه جبريل، وقال له: «إرجع وصالح عائشة»(12) - قاله أيضاً حين طلق النبي حفصة -؛ ولمّا صالحها، عاد جبريل حاملاً صحن حلوى (كذا)، وقال: «الله يقول لك: كان الصلح منا، وطعام الصلح علينا»(13). كان جريل «يقريها السلام»(14). لكن بعد محنة الإفك الشهيرة، كفّ الله يد جبريل كي يخبر النبي ببراءتها مما اتهمت به زوراً، فالله بذاته هو الذي أخبره بذلك، لأن الشدّة منه، والفرج منه أيضاً(15).

من ناحية أخرى، فمن بين كلّ الصحابة والتابعين، لم نصادف أحداً تمكّن من رؤية جبريل سوى عائشة. فقد رأته «من خلل الباب قد عصّب رأسه الغبار»(16)؛ ورأته مرة أخرى «عند معرفة فرس دحية الكلبي، والنبي يضع يده عليه ويكلّمه»(17)؛ ورأته أيضاً بصورة «رجل واقف وعليه عمامة بيضاء بين كتفيه»(18).

تنسب الروايات إلى عمر بن الخطاب، قوله: «إنّ الله عصمها من وقع الذباب على جلدها، لأنه يقع على النجاسة»(19). - ومعروف أن عمر توفي قبل يوم الدار وحرب الجمل. وقيل إنّ رجلاً ذكرها بسوء، فجاءه النبي في المنام، فأومأ باصبعه إلى عينيه، فأعماه(20). - لكن المعروف أيضاً أنها انتُقِدَت كما لم يُنْتَقَد غيرها بعد دورها في الفتن التي عرفتها آخر سنوات العهد الراشدي، دون أن تكون هنالك أزمة عميان بين الجماعة الاسلامية الأولى!!

رغم كلّ شيء، فعائشة ضمنت مكانها في الجنة. فقد قال عمار بن ياسر لرجل نال منها أو شتمها بعد حرب الجمل، «إنها زوجته [النبي] في الدنيا والآخرة»(21)، أي: «في الجنة»(22). وتزعم عائشة ذاتها، أن النبي قال عنها: «يهون عليّ أني رأيت بياض كف عائشة في الجنة»(23). وتقول: إنها سألته مرة عن أزواجه في الجنة، فقال: «أنت منهن».

جنس أم شبق؟

كانت عائشة أقرب إلى الطفلة حين تعرّفت على الجنس للمرّة الأولى، على يد رجل أقرب إلى الكهولة، أمضى بدوره شبابه بجوار امرأة تكبره بخمسة عشر عاماً تقريباً، ولم يكن باستطاعته أن يتزوج عليها أو يطلّقها، لأنها كانت المسؤولة عنه وعن بيته مادّياً. تلك العجوز - كما وصفتها عائشة - الغنية، كما هو معروف، كانت أيضاً صاحبة تجارب سابقة. مع ذلك يبدو أنها رغم عظمتها الأخلاقية والعقائدية، فهي لم تكن كسائر أزواجه الأخريات على الصعيد الجنسي. ففي طبقات(24) ابن سعد، نجد حديثاً منسوباً للنبي، يقول: «كنت أقلّ الناس في الجماع، حتى أنزل الله عليّ الكفيت، فما أريده من ساعة إلا وجدته... [وكانت له] قوة أربعين رجلاً في الجماع». وإذا ما رفعنا العنصر الميثولوجي من الرواية السابقة، أي الكفيت، فتفسيرها السهل، يقول: كان الجماع بالنسبة للنبي عنصراً ثانوياً للغاية في إحدى المراحل، ثم في مرحلة أخرى، صار عنصراً في غاية الأهمية والمحورية. وربما تكون المرحلة الأولى هي الحقبة المكية، حين كان زوجاً لعجوز ترملت مرتين على الأقل: حقبة صراع وفقر وعذاب؛ والمرحلة الثانية هي الحقبة المدينية، حين صار رجل دين ودولة، غنياً، قادراً، لا يكاد يمر عام دون أن يكلّله بزوجة جديدة شابّة، ساحرة الجمال.

لقد دخلت عائشة، ابنة السنوات الثمان أو التسع، فراش هذا الرجل الذي له «قوة أربعين رجلاً في الجماع»: دخلت مبكرة جداً. لكن سرعان ما راحت نساء أخريات يزاحمنها ذاك الفراش. وراح حقدها الجنسي يجد قنوات مختلفة ينفّس عن ذاته عبرها. وهكذا نجدها تصرّح باستمرار بأن أحب نساء النبي إليها سودة(25)، لأنها أعطتها ليلتها. ونجد أيضاً أنّها أكثر نساء النبي عرضة للشائعات الجنسية الطابع، كقصتها مع صفوان ابن المعطل السلمي أو طلحة بن عبيد الله - هذا ما وصلنا على الأقل. بل إنّ عائشة هي الوحيدة بين كلّ نساء النبي، التي لم تتورع قط عن اتهام مارية القبطية، جارية الرسول، بعلاقة جنسية غير مشروعة - كما رأينا من قبل.هذا الانشغال الهاجسي بالجنس، الذي يلامس أحياناً تخوم الشبق، تعكسه تلك الأحاديث الكثيرة، المتناثرة في كتب التراث الإسلامي، المروية عنها، والتي لا هم لها سوى الجنس:

l مضاجعة الحائض:

عن مضاجعة النبي عائشة وهي حائض، توجد روايات كثيرة؛ من ذلك ما ذكره البخاري(26) في صحيحه، نقلاً عن عائشة: «كانت إحدانا إذا كانت حائضاً، فأراد رسول الله (ص) أن يباشرها، أمرها أن تتزر في فور حيضها، ثم يباشرها! قالت: وأيكم يملك إربه كما كان النبي (ص) يملك إربه!».في رواية أخرى(27)، «سئلت عائشة: ما يحلّ للرجل من امرأته وهي حائض؟ قالت: ما فوق الإزار». وفي نص ثالث(28)، «قالت: كان النبي (ص) يباشرني وأنا حائض، ويدخل معي في لحافي وأنا حائض؛ ولكنه كان أملككم لإربه». قالت عائشة أيضاً: «حضت مع رسول الله (ص) على فراشه، فانسللت، فقال: أحضت؟ فقلت: نعم! قال: فشدّي عليك إزارك ثم عودي»(29). في المسألة ذاتها، قالت عائشة: «كان يأمرنا إذا حاضت إحدانا أن تتزر بإزار واسع، ثم يلتزم صدرها وثدييها»(30). وفي ردها على شخص، سألها: «ما يحلّ للرجل من امرأته إذا كانت حائضاً؟ قالت: كلّ شيء إلا الجماع»(31). وفي نص غيره يسألها أحدهم: «ما للرجل من أهله وهي حائض؟! فقالت: كلّ شيء إلا فرجها»(32). وردت على ميمون ابن مهران، حين طرح عليها السؤال ذاته، بقولها: «ما فوق الإزار»(33). ويذكر السمط الثمين(34) أنها «كانت تنام مع رسول الله (ص) في لحاف واحد، وهي حائض». وفي رواية أخرى، نقل عنها قولها: «كانت إحدانا إذا حاضت، اتزرت ودخلت مع رسول الله (ص) في شعاره، دلّ ذلك على أنه إنما أراد الجماع»(35). وتخبرنا عائشة ذاتها بالحادثة التالية: «دخل [النبي]، فمضى إلى مسجده - قال أبو داود: تقصد مسجد بيتها - فما انصرف حتى غلبتني عيني، فأوجعه البرد، فقال: ادني مني! فقلت: إني حائض! قال: اكشفي عن فخذيك! فكشفت فخذي، فوضع خده وصدره على فخذي، وحنيت عليه حتى دفئ ونام»(36).

هنا، نتساءل: هل كانت العاطفة الجنسية عند النبي قوية إلى درجة أنه لم يكن يتمالك نفسه أمام امرأة حتى وإن كانت حائضاً؟

 يمكننا تقديم رأيين بشأن هذه المسألة: إما أنّ النبي كان بالفعل مسكوناً بالجنس إلى درجة متطرّفة؛ وهذا ما تدعمه روايات كثيرة؛ من ذلك ما تقوله عائشة: «قلّ يوم إلا ورسول الله (ص) يطوف علينا، فيقبّل ويلمس»(37). وفي رواية أخرى، أنّ النبي «كان يدور على نسائه في الساعة الواحدة في الليل والنهار، وهن إحدى عشرة؛ وفي رواية: تسع نسوة. قيل: أو كان يطيق ذلك؟ [قال الراوي]: كنّا نتحدّث أنّه أعطي قوة ثلاثين»(38). وتتحدّث سلمى، مولاة النبي، فتقول: «طاف رسول الله (ص) على نسائه ليلاً، التسع اللواتي توفي عنهن وهن عنده، كلما خرج من عند امرأة، قال لسلمى: صبّي لي غسلاً! فيغتسل قبل أن يأتي الأخرى. فقلت: يا رسول الله، أما يكفيك غسل واحد؟! فقال النبي (ص): هذا أطيب وأطهر»(31)؛ أو أنّ كلام عائشة هذا لا صحة له، لأنه يناقض القرآن وتعاليمه، بل يناقض ما قالته عائشة ذاتها في مواضع أخرى. فتعاليم القرآن، تقول: «يسألونك عن المحيض؛ قل: هو أذى! فاعتزلوا النساء في المحيض، ولا تقربوهن حتى يطهرن، فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله» (2: 222). من ناحية أخرى، تقول عائشة ذاتها: «كنت إذا حضت نزلت عن المثال [الفراش] على الحصير، فلم نقرب رسول الله (ص) ولم ندن منه حتى نطهر»(40). وفي نص ابن كثير(41)، بالإشارة إلى النبي، يُضَاف: «فهو محمول على التنزه والاحتياط». وعند الدارمي(42)، تقول عائشة: «المستحاضة لا يأتيها زوجها».

يمكن أن نجد أحد أشكال التسوية بين الرأيين في رواية منسوبة لعائشة، يسألها فيها أحدهم - لا بد أن نلاحظ صيغة السؤال -: «أكان رسول الله يضاجعك وأنت حائض؟!»؛ فردّت: «نعم! إذا شددّت عليّ إزاري، ولم يكن لنا إذ ذاك غير فراش واحد، فلما رزقني الله - عزّ وجلّ - فراشاً آخر، اعتزلت رسول الله (ص)»(43).

مع ذلك، هنالك شيء من التناقض في زعم عائشة بأن النبي كان يضاجعها وهي حائض - أقلّه أنه كان بإمكانه تلبية رغبته الجنسية عبر نسائه الأخريات، اللواتي لا يعقل أن يحضن بشكل جماعي، تضامناً مع عائشة!!!

l مصّ اللسان الذي لا يفطّر ولا ينقض الوضوء:

مصُّ النبي لسان عائشة، وهو صائم وهي صائمة، مَعلَم جنسي آخر روّجت له عائشة حول علاقتها بالنبي. يورد أحمد في مسنده(44) عن عائشة، قولها: «كان رسول الله (ص) يقبّلها، وهو صائم، ويمصّ لسانها». وفي نصّ أبي داود(45): «كان رسول الله (ص) يقبّل وهو صائم، ويباشر وهو صائم، ولكنه كان أملك لإربه».

كما أشرنا، يبدو أنّ النبي لم يكن وحده الصائم حين تقبيل عائشة. فهي تقول: «أراد رسول الله (ص) أن يقبّلني، فقلت: إني صائمة. فقال: وأنا صائم! ثم قبّلني»(46). وتقول أيضاً: «كان رسول الله (ص) ليظلّ صائماً، فيقبّل أين شاء من وجهي، حتى يفطر»(47).

من ناحية أخرى، يبدو أنّ قبلة عائشة لم تكن تنقض وضوء النبي. ذكر عروة عنها: «أنّ رسول الله (ص) قبّل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة، ولم يتوضأ. فقلت [عروة]: ومن هي إلا أنتِ؟! فضحكت»(48). وذكر عنها قولها أيضاً: «كان النبي (ص) ينال مني القبلة بعد الوضوء، ثم لا يعيد الوضوء»(49)، أي، «يتوضأ، ثم يقبّل، ثم يصلّي»(50).

رغم صراحة عائشة، أم المؤمنين، وجرأتها في الحديث عن الجنس، فقد كان بعض من أولئك المؤمنين يتحرّج من حديث كهذا، معتبراً إياه أحد أنواع الرفث: «خرج علقمة وأصحابه حجاجاً، فذكر بعضهم الصائم: يقبّل ويباشر! فقام رجل منهم، قد قام سنتين وصامهما: هممت أن آخذ قوسي فأضربك بها، فكفّوا حتى تأتي عائشة، فسألوها عن ذلك، فقالت عائشة: كان رسول الله (ص) يقبّل ويباشر، وكان أملككم لإربه! قالوا: يا أبا شبل، سلها! قال: لا أرفث عندها اليوم! فسألوها، فقالت: كان يقبّل ويباشر وهو صائم»(51). وقالت عائشة، مرّة، لأخيها عبد الرحمن: «ما يمنعك أن تدنو من أهلك، فتقبّلها وتلاعبها؟ فقال: أقبّلها وأنا صائم! قالت: نعم»(52). وحين سئلت: «ما يجلّ للرجل من امرأته صائماً؟ قالت: كلّ شيء إلا الجماع»(53).

l تفاصيل أخرى:

تفاصيل جنسية أخرى، توردها عائشة، تملأ صفحات كثيرة من كتب التراث الإسلامي. من ذلك، على سبيل المثال: حديثها عن واجب الاغتسال على الذي يجامع دون أن ينزل(54): «فعلناه مرة، فاغتسلنا! يعني: الذي يجامع ولا ينزل»(55). وعنها أيضاً: «قال رسول الله (ص): إذا قعد بين الشعب الأربع، ثم ألزق الختان بالختان، فقد وجب الغسل»(56)؛ وفي نص آخر: «إذ مسّ الختان الختان»(57)؛ وفي نص ثالث: «إذا التقى الختانان، فقد وجب الغسل، فعلته أنا ورسول الله (ص)، فاغتسلنا»(58). لكن الأمر غير واضح: فنحن لا نعرف على وجه الدقة، هل يتوجب الغسل لمجرد مس الختان الختان، أو لا بد من تجاوز الختان الختان؟ فعائشة تقول: «إذا جاوز الختان الختان، فقد وجب الغسل - فعلته أنا ورسول الله (ص)، فاغتسلنا»(59).

 يبدو، كما أشرنا، أنه كان هنالك بين الجماعة الإسلامية الأولى من يتحرّج من الحديث في مسائل كهذه. لكن عائشة، بجرأتها، كانت تزيل كلّ حرج. روى سعيد بن المسيب «أنّ أبا موسى، قال لعائشة: أريد أن أسألك عن شيء، وأنا أستحي منك! فقالت: سل، ولا تستح، فأنا أمك! فسألها عن الرجل ، يغشى ولا ينزل، فقالت: عن النبي (ص)، إذا أصاب الختان الختان، فقد وجب الغسل»(60).

يبدو أيضاً أنّ هذه المسائل الهامة، كانت تشغل حيزاً كبيراً من تفكير الجماعة الإسلامية الأولى. ويبدو أيضاً، أنّ عائشة كانت المرجع الأول والأخير في مسائل من هذا النوع: «قال زهير: كنت عند عمر، فقيل له: إن زيد بن ثابت يفتي الناس في المسجد؛ قال زهير: في حديثه الناس برأيه، في الذي يجامع ولا ينزل. فقال: أعجل به! فأتي به، فقال: يا عدو نفسه! أوقد بلغت أن تفتي الناس في مسجد رسول الله (ص) برأيك؟! قال: ما فعلت، ولكن حدثني عمومتي عن رسول الله (ص)! قال: أي عمومتك؟! قال: أبي بن كعب... قال: كنا نفعله فلا نغتسل... فجمع الناس (!!!!) واتفق الناس على أن الماء لا يكون إلا من الماء، إلا رجلين: عليّ بن أبي طالب ومعاذ بن جبل، قالا: إذا جاوز الختان الختان، فقد وجب الغسل! فقال علي: يا أمير المؤمنين! إنّ أعلم الناس بهذا أزواج النبي (ص)! فأرسل إلى حفصة، فقالت: لا علم لي!!! فأرسل إلى عائشة، فقالت: إذا جاوز الختان الختان، وجب الغسل!!! فتحطم عمر! يعني تغيّظ! ثم قال: لا يبلغني أنّ أحداً فعله ولا يغسل إلا أنهكته عقوبة»(61).

الغسل من الجنابة وقضايا الإفرازات الجنسية، أمور أخذت أيضاً حيّزاً لا بأس به من تفكير عائشة. فهي تقول مثلاً: «كنت أغتسل أنا والنبي (ص) من إناء واحد، من جنابة»(62). إذن، كانت عائشة، حسب قولها، تغتسل من الجنابة، مع النبي، من إناء واحد - ولا ندري أهمية هذا الأمر حتى تناولته كتب التراث بتلك الكثافة. تقول رواية أخرى منقولة عنها: «كنت أغتسل، أنا ورسول الله (ص)، من إناء واحد، بيني وبينه، فيبادرني، حتى أقول: دع لي، دع لي! قالت: وهما جنبان»(63) . وكانت عائشة تغسل سائل النبي المنوي، وتتحدّث عن ذلك بشيء من الاهتمام: «كان همام بن الحارث عند عائشة (رض)، فأبصرته جارية لعائشة وهو يغسل أثر الجنابة من ثوبه أو يغسل ثوبه، فأخبرت عائشة، فقالت: لقد رأيتني وأنا أفركه من ثوب رسول الله (ص)»(64) . لكن همام بن الحارث ذاته، يحاول أن ينفي عن نفسه تهمة احتلامه عند عائشة، فيقول مقدّماً رواية أخرى: «نزل بعائشة ضيف، فأمرت له بملحفة، فاحتلم بها، فاستحيا أن يرسل بها وفيها أثر الاحتلام، فغمسها في الماء، ثم أرسل بها! فقالت عائشة: لمَ أفسدَ علينا ثوبنا؟ إنما كان يكفيه أن يفركه بإصبعه، ربما فركته من ثوب رسول الله (ص) بإصبعي»(65) . وفي المحلّى(66) ، نجدها تقول: «كنتُ أفركه [المني] من ثوب رسول الله». بالنسبة لإفرازات الحيض، تقول عائشة: «كُنت ورسول الله (ص) في الشعار الواحد، وأنا حائض طامث، فإن أصابه مني شيء، غسل مكانه لم يعده، وإن أصابه - يعني: ثوبه - شيء، غسل مكانه، لم يعد، وصلّى فيه»(67) .

l العسيلة:

«العسيلة» واحدة من أطرف الحكايا الجنسية في التراث الإسلامي وأكثرها إثارة للاستغراب! وكالعادة، فإن عائشة هي أشهر من يروي هذه الحكاية. - فما هي العسيلة؟.

باختصار شديد، وكما تنقل عائشة عن النبي، «العسيلة هي الجماع»(68). ومفادها أنّه إذا طلّق رجل زوجته ثلاث مرات - لا نعرف سرّ قدسية هذا الرقم - لا بد لهذه المرأة أن تتزوج رجلاً آخر، إذا ما أرادت العودة إلى زوجها الأصلي، شريطة أن يذوق هذا الأخير «عسيلتها» - أي: يضاجعها!! وفي صحيح مسلم(69)، ورد عن عائشة الحديث التالي: «جاءت امرأة رفاعة [أو: رفاعة القرظي(70)] إلى النبي (ص)، فقالت: كنت عند رفاعة، فطلّقني، فبتّ طلاقي، فتزوجت عبد الرحمن بن الزبير: إن ما معه مثل هدبة الثوب [أو: إنما عنده مثل هدبتي(71)]! فتبسم رسول الله (ص)، فقال:أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة؛ لا! حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك»(72). ويضيف لسان العرب تفاصيل أخرى، حين يقول: « وقال النبي (ص) لامرأة رفاعة القرظي، وقد سألته عن زوج تزوجته لترجع به إلى زوجها الأول الذي طلقها، فلم ينتشر ذكره للإيلاج: أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة؟ لا، حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك! يعني جماعها لأن الجماع هو المستحلى من المرأة، شبّه لذة الجماع بذوق العسل »(73) .

l روايات العري المتناقضة:

رغم زعم عائشة أنّها كانت تغتسل والنبي «من إناء واحد من الجنابة»(74) ، إلا أنّها افتخرت باستمرار ربما بأنها «ما نظرت إلى فرج رسول الله قط»(75) . مع ذلك، تقول إنه «قام ليلة عرياناً، فما رأيت جسمه قبلها»(76) . وتضيف رواية أخرى، ترويها عائشة، تفاصيل أخرى: «قدم زيد بن حارثة المدينة، ورسول الله (ص) في بيتي، فأتاه، فقرع الباب، فقام إليه رسول الله (ص) عرياناً يجر ثوبه - والله ما رأيته عرياناً قبله ولا بعده - فاعتنقه وقبّله»(77) .- لا نعرف، طبعا‌ً، ما إذا كان « اعتنقه وقبّله » ، وهو عار، حسب رواية أم المؤمنين، أم لا‍‍‍‍‍ ‍!!

حين قال النبي لعائشة: «إنّكم تحشرون إلى الله يوم القيامة حفاة عراة غرلاً. قالت عائشة: يا رسول الله، الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض؟! قال: يا عائشة، إن الأمر أشد من أن يهمهم ذاك»(78) .

l إسكاتها لأبي هريرة في الأمور النسائية:

في إحدى المناسبات، قالت عائشة لأبي هريرة: «إنك لتحدّث عن النبي (ص) حديثاً ما سمعته منه؛ فقال أبو هريرة: يا أمة! طلبتها، وشغلك عنها المرآة والمكحلة، وما كان يشغلني عنها شيء»(79) . لكن أحمد يروي في مسنده(80) ، «أنّ رجلين دخلا على عائشة، فقالا: إنّ أبي هريرة يحدث، أنّ نبي الله (ص)، كان يقول: إنما الطيرة في المرأة والدابة والدار. فطارت شقة منها [عائشة] في السماء وشقة في الأرض، فقالت: والذي أنزل القرآن على أبي القاسم، ما هكذا كان يقول! ولكن نبي الله (ص)، كان يقول: كان أهل الجاهلية، يقولون: الطيرة في المرأة والدار والدابة! ثم قرأت عائشة: «ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب» إلى آخر الآية»(81) . وفي رواية أخرى(82) ، يقال: «إنه قد بلغ عائشة عن أبي هريرة، أنه قال: قال رسول الله (ص): يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب. فقالت عائشة: معنّفة مصحّحة: شبهتمونا بالحمير والكلاب! والله لقد رأيت رسول الله يصلّي، وأنا في السرير، بينه وبين القبلة، مضطجعة، فتبدو لي الحاجة، فأكره أن أجلس، فأؤذي رسول الله، فأنسلّ من عند رجليه».

وإذا كانت عائشة قادرة على تكذيب أبي هريرة - وقد كذّبه كثيرون غيرها - في مسائل نسائية عامة، فكم بالحري أن تسكّته - مرّة وإلى الأبد - في تلك الأمور الحميمة؟ ويروي أحمد في مسنده، أنّ أبا هريرة قال: «من أصبح جنباً فلا صوم له. فأرسل مروان أبا بكر بن عبد الرحمن إلى عائشة، يسألها، فقال لها: إنّ أبا هريرة، يقول: من أصبح جنباً فلا صوم له. فقالت عائشة: قد كان رسول الله (ص) يجنب، ثم يتمّ صومه. فأرسل إلى أبي هريرة، فأخبره أنّ عائشة قالت: إنّ رسول الله (ص) كان يجنب ثم يتمّ صومه! فكفّ أبو هريرة»(83) . لذلك، كان طبيعياً أن يجيب مسروق، حين سئل: «هل كانت عائشة تحسن الفرائض؟ قال: والذي لا إله غيره، لقد رأيت الأكابر من أصحاب محمد، يسألونها عن الفرائض»(84) .

l الغيرة... والجنس:

كانت الغيرة تسري في عائشة كالدم. ويبدو أنّ السبب الرئيس لتلك الغيرة هو الجنس. الجنس وحده. وكانت إذا غاب النبي عنها، تلاحقه، تتحسّس شعره وجسده لتتأكد من عدم رطوبته. يروى عنها، قولها: «فقدت رسول الله (ص)، فظننت أنه أتى بعض جواريه، فطلبته، فإذا هو ساجد، يقول: رب اغفر لي [أو]: فتحسّست، فإذا هو راكع»(85) . وفي رواية أخرى، قيل إن رسول الله «خرج من عندها ليلاً، قالت: فغرت عليه! فجاء، فرأى ما صنعت، فقال: مالك يائسة؟ أغرت! فقلت: ومالي لا يغار مثلي على مثلك؟ قال رسول الله (ص): أفأخذك شيطانك؟!»(86) . وفي رواية ثالثة، تقول: «التمست رسول الله (ص)، فأدخلت يدي في شعره، فقال: قد جاءك شيطانك! فقلت: أما لك شيطان؟ فقال: بلى، ولكن الله أعانني عليه، فأسلم!»(87) .

رغم كلّ ما سبق، لم تنجب عائشة - ولا غيرها من قافلة النساء الجميلات الفتيات: باستثناء مارية - من النبي. ورغم ادعاء ابن كثير(88) «أنها أسقطت منه ولداً سمّاه رسول الله (ص): عبد الله! ولهذا كانت تكنّى بأم عبد الله»، فالأرجح أنها «كانت تكنى بعبد الله بن الزبير، ابن أختها»(89) .

هذه المرأة المتفجرة، حُرِّم عليها الزواج، إلهياً هذه المرة، بعد النبي - ولم تكن آنذاك قد تخطت الثامنة عشرة!!! فهل يمكن أن يساعدنا ذلك في فهم خلفية ثوراتها العنيفة المتلاحقة؟

سؤال غير مشروع!!!

الفهرس

(1) 2: 18.

(2) 2: 42.

(3) 3: 803.

(4) صحيح البخاري، نكاح 4687.

(5) الزمخشري، الكشاف 3: 245.ويقول الطبري في تاريخه نقلاً عنها ايضاً: « خلال فيّ تسع لم تكت في أحد من النساء الا ما أتى الله مريم بنت عمران، والله ما أقول هذا فخراً على أحد من صواحبي...نزل الملك بصورتي، وتزوجني رسول الله(ص) لسبع سنين، وأهديت إليه لتسع سنين، وتزوجني بكراً ولم يشركه في أحد من الناس، وكان يأتيه الوحي وأنا وهو في لحاف واحد، وكنت من أحب الناس اليه، ونزل فيّ آية من القرآن كادت الأمة أن تهلك، ورأيت جبريل ولم يره أحد من نسائه غيري، وقبض في بيتي ولم يله أحد الا الملك » (399:2).

(6) الصفوري، نزهة المجالس 521.

(7) السمط الثمين 42.

(8) السمط الثمين 30؛ راجع ايضاً: صحيح البخاري، ك النكاح 6: 119؛ صحيح مسلم 4: 2438؛ طبقات ابن سعد 8: 67؛ مسند أحمد، مسند الأنصار 23012؛ أنظر أيضاً: بحار الأنوار 32: 285: 237: 6؛ شرح النهج لابن أبي الحديد 9: 156: 190.

(9) السمط الثمين 31.

(10) الصفوري، نزهة المجالس 521.

(11) هذا الكلام يتناقض تماماً مع ما ذكر في فصل سابق من أن النبي لم تخطر بباله عائشة حتى ذكرتها له خولة بنت حكيم؛ ومع رفض أبي بكر لفكرة زواجه منها في البداية.

(12) الصفوري، نزهة المجالس 521.

(13) الصفوري، نزهة المجالس 521.

(14) السمط الثمين 42.

(15) الصفوري، نزهة المجالس 521 - 522.

(16) السمط الثمين 61.

(17) السمط الثمين 61.

(18) السمط الثمين 61؛ راجع أيضاً: طبقات ابن سعد 8: 67؛ كتاب الأربعين 73.

(19) الصفوري، نزهة المجالس 523.

(20) الصفوري، نزهة المجالس 523.

(21) السمط الثمين 42.

(22) صحيح البخاري 4: 221؛ جامع الأصول 9: 138؛ مسند أحمد، مسند الأنصار 23925؛ يقول ابن أبي الحديد: « عائشة موعودة أن تكون زوجة رسول الله (ص) في الآخرة » (شرح النهج 7: 92: 56).

(23) طبقات ابن سعد 8: 64؛ كتاب الأربعين 6؛ رغم كل ما فعلته عائشة، يقول ابن أبي الحديد: « وأما عائشة والزبير وطلحة، فمذهبنا أنهم أخطئوا ثم تابوا وأنهم من أهل الجنة، وأنّ علياً (ع) شهد لهم بالجنة بعد حرب الجمل » (شرح النهج 20: 314: 31).

(24) 8: 155.

(25) مسند أحمد، مسند الأنصار 2337؛ راجع أيضاً: فصل سودة وعائشة.

(26) تيمم 324291؛ راجع: صحيح مسلم، حيض 441؛ الألباني، آداب الزفاف في السنة المطهرة 35؛ ابن ماجة، طهارة 627؛ مسند أحمد، مسند الأنصار 23823، 24114؛ أبو داود، طهارة 234، 239؛ صحيح البخاري، حيض 291؛ النسائي، طهارة 238؛ الدارمي، طهارة 1015؛ تفسير الطبري للآية 222 من سورة البقرة.

(27) الدارمي، طهارة 1020؛ أنظر أيضاً: الدارمي، طهارة 1019.

(28) مسند أحمد، مسند الأنصار 23680، 22918؛ راجع: مالك، طهارة 116؛ الترمذي، طهارة 122؛ مسند أحمد، مسند الأنصار 23145، 24952، 23299، 22918.

(29) مسند أحمد، مسند الأنصار 24339.

(30) النسائي، حيض واستحاضة 372؛ راجع أيضاً: المحلى 2: 177، 181؛ الكشاف 1: 265.

(31) الدارمي، طهارة 1029.

(32) تفسير ابن كثير 1: 405؛ وفي تفسير القرطبي للآية 222 من سورة البقرة نجد أن مسروقاً هو الشخص الذي يطرح على عائشة هذا السؤال.

(33) المرجع السابق.

(34) 57 - 58.

(35) تفسير ابن كثير 1: 406.

(36) تفسير ابن كثير 1: 405؛ يقول المرجع الشيعي، وسائل الشيعة: « إن النبي (ص) كان يصلي وعائشة مضطجعة بين يديه وهي حائض، وكان إذا أراد أن يسجد، غمز رجليها فرفعت رجليها حتى يسجد » (5: 4: 122: 6096).

(37) تفسير ابن كثير 1: 796. في مسند أحمد، مسند الأنصار 23621، يروى عن عائشة قولها: « كان رسول الله (ص) قلّ يوم إلاّ وهو يطوف علينا جميعاً، امرأة امرأة، فيدنو ويلمس من غير مسيس، حتى يفضي إلى اللتي هي يومها، فيبيت عندها ». راجع أيضاً: السمط الثمين 7.

(38) هداية الباري 2: 95 - 96؛ راجع: السمط الثمين.

(31) طبقات ابن سعد 8: 138.

(40) المحلى 2: 167.

(41) تفسير 1: 405.

(42) طهارة 818.

(43) مسند الأنصار 23465.

(44) مسند الأنصار 24775؛ راجع: أبو داود، الصوم 2038؛ مسند أحمد، مسند الأنصار 23769؛ صيد الخاطر 304.

(45) الصوم 2034؛ راجع أيضاً: صحيح البخاري، الصوم 1792؛ الدارمي، مقدمة 632؛ ابن ماجة، الصيام 1674؛ مسند أحمد، مسند الأنصار 23873، 24071، 22981، 24284، 23769، 24550؛ الترمذي، الصوم 661؛ هداية الباري 2: 115؛ المحلى 6: 205 - 206؛ صحيح مسلم 1: 305.

(46) مسند أحمد، مسند الأنصار 25116؛ تقول عائشة أيضاً: « كان رسول الله (ص) يصيب من رؤوس نسائه وهو صائم، كنت بذلك عن القبلة » (شرح النهج 5: 59: 15).

(47) السمط الثمين 42.

(48) تفسير ابن كثير 1: 796.

(49) المصدر السابق.

(50) المصدر السابق.

(51) مسند أحمد، مسند الأنصار 23000. حديث هام آخر، يورده المرجع السابق (23940) نقلاً عن عائشة، بأن « رجلاً أتى النبي (ص)، فقال: إنه قد احترق! فسأله ما شأنه، فقال: أصاب أهله في رمضان! فأتاه مكتل يدعى العرق فيه تمر، فقال: أين المحترق؟ فقام الرجل! فقال: تصدّق بهذا!!! ».

(52) المحلى 6: 211.

(53) المحلى 6: 211.

(54) في نص للترمذي (طهارة 101)، تقول عائشة: « إنّ رجلاً سأل رسول الله (ص)، عن الرجل يجامع أهله ثم يكسل، هل عليهما الغسل؟ - وعائشة جالسة!!! - فقال رسول الله (ص): إنّي لأفعل ذلك، أنا وهذه، ثم نغتسل ».

(55) مسند أحمد، مسند الأنصار 23257، 23648.

(56) مسند أحمد، مسند الأنصار 23075، 23673.

(57) مالك، طهارة 92.

(58) ابن ماجة، طهارة 600؛ راجع: مسند أحمد، مسند الأنصار 24714.

(59) مسند أحمد، مسند الأنصار 23886، 24120.

(60) مسند أحمد، مسند الأنصار 23514.

(61) مسند أحمد، مسند الأنصار 20182.

(62) صحيح البخاري، الغسل 255؛ من أجل مراجع شيعية، أنظر على سبيل المثال: الكافي 3: 10: 2؛ التهذيب 1: 222: 16: 10؛ وسائل الشيعة 1: 7: 234: 600

(63) الترمذي، أدب 2726.

(64) أبو داود، طهارة 316؛ راجع أيضاً: بحار الأنوار 80: 105: 12: 50.

(65) ابن ماجة، الطهارة وسننها 531.

(66) 1: 125؛ راجع: ابن منظور 18: 158.

(67) تفسير ابن كثير 1: 405؛ في نص آخر، يقال: « كنت ورسول الله (ص) في الشعار الواحد، وأنا حائض، فإن أصابه مني شيء، غسله، لم يعد إلى غيره، وصلّى فيه، ثم يعود معي ». راجع: المحلى 2: 182؛ أبو داود 1: 110؛ النسائي 1: 54.

(68) مسند أحمد، مسند الأنصار 23195؛ ابن منظور 22: 51.

(69) نكاح 2587.

(70) عند كل من: الترمذي، نكاح 1037؛ تفسير ابن كثير 1: 436؛ أبو داود، الطلاق 2167؛ ابن ماجة، النكاح 1922؛ مسند أحمد، مسند الأنصار 22929.

(71) مسند أحمد، مسند الأنصار 22929.

(72) راجع أيضاً: النسائي، نكاح 3231، طلاق 3354؛ مسند أحمد، مسند الأنصار 24426؛ الكشاف 1: 275؛ الترمذي، نكاح 1037؛ الدارمي، طلاق 2167؛ ابن ماجة، نكاح 1922؛ أبو داود، طلاق 1965؛ مالك، نكاح 976.

(73) راجع: لسان العرب، فقرة عسل.

(74) طبقات ابن سعد 8: 50 - 51، 156.

(75) طبقات ابن سعد 8: 156؛ راجع أيضاً: ابن ماجة، نكاح 1912، طلاق 654؛ مسند أحمد، مسند الأنصار 23208، 24392.

(76) صيد الخاطر 407.

(77) الترمذي، استئذان وأدب 2656.

(78) تفسير ابن كثير 3: 34.

(79) طبقات ابن سعد 2: 278؛ ابن منظور 29: 196.

(80) مسند أحمد، مسند الأنصار 24894.

(81) في نص ابن منظور (29: 196)، يقال: « فغضبتْ في ذلك غضباً شديداً... فقالت: كذب ».

(82) حسن الأسوة 280؛ راجع: طبقات ابن سعد 8: 50 - 51.

(83) مسند أحمد، مسند الأنصار 25059؛ راجع الحديث بتفاصيل أخرى في صحيح مسلم، صيام 1864؛ راجع أيضاً: بحار الأنوار 64: 186: 40: 7.

(84) الدارمي، فرائض 2735.

(85) مسند أحمد، 6: 147، 151، 221؛ الحديث موجود في اختلاف يسير في النسائي، عشرة النساء 3899؛ يذكر المرجع الشيعي، الكافي، الحدث بأسلوب مختلف قليلاً: « كان رسول الله (ص) عند عائشة ذات ليلة فقام يتنفل، فاستقيظت عائشة، فضربت يدها فلم تجده، فظنت أنه قام إلى جاريتها، فقامت تطوف عليه، فوطئت عنقه (ص) وهو ساجد » (3: 324: 12)؛ وفي بحار الأنوار يقال، « قام من جنبها فوجأت عنقه » (22: 245: 14: 4).

(86) مسند أحمد، 6: 115، 76، 111؛ مسند الطيالسي ح1429؛ صحيح مسلم، صفة القيامة والجنة والنار 5035؛ السمط الثمين 80.

(87) النسائي، عشرة النساء 3898؛ راجع: مسند أحمد، مسند الأنصار 23701

(88) البداية 5: 294.

(89) السمط الثمين 29؛ يقول ابن أبي الحديد: « ولم تحمل عائشة من رسول الله (ص) ولا ولد له ولد من مهيرة إلا من خديجة، ومن السراري من مارية » (شرح النهج، 9: 156: 190).

الفهرس